بقلم : كوثر نبيل مجيد
في الواقعِ هناكَ كلماتٌ كَثيرة تَندرجُ تحتَ مُسمى" الأمانْ " كالوَطن والبَيت والعَائـلة وغيْرها من الكلمات، لكنْ أن تكونَ العباءَة هي الأمـانُ نَفسه فهُنا سَيكون كلامًا آخر.
إن فكرةَ أن تُحيطَ بكِ قطعةُ قماشٍ سوداء وتُشعركِ وكأنكِ طفلٌ بينَ أحضانِ أُمه مُتمسكٌ بها ليشعـرَ بالأمان هي فكرةٌ عَجيبة حيثُ لا يوجدُ فرقٌ بَينهما غَيرَ أنّهما مَصدر للطَمأنينةِ والإستقرار، فشُعور الأمان في العباءة لَيسَ عن عَبَث، قبضة أيادينا -في الطفولة- على أطراف عباءة أُمّهاتنا تشهد!.
عند إرتداءك للعباءة، سَتكونينَ فتاةً فاطميّة حُرة لن يَمسَكِ سوءٌ ولا ضَـرر؛ لإنكِ ستُجَسّدينَ مَعنى العفةَ والإحتشام، وستقفينَ خَلف كل كلامٍ سيء يُوجهُ إليكِ وستجعلينَ هنالك حاجزٌ بينَكِ وبَينه وتلوذينَ خلفَ باب العباءةِ كما لاذتْ به أُمكِ الزهراء (عليها السلام)، مُدافعةً عن نفسكِ وعن إمامَ زمانكِ بحيائكِ وخجلكِ..
ما يَجعلُ العباءَة رائعةً أكثر هو الإحساسُ بالراحةِ من جميع النواحي، حيثُ ثمـةَ إتصالًا روحيًا يتَشكل شَيئا فشَيئا بينكِ وبينَ عبائتكِ، ستشْعُرينَ بكلِّ الحركاتِ التي تُومئُ بها إليكِ على اثَر الريح، ستَفهمُكِ وتَفهميْنَها، ستكونُ بالنسبةِ لكِ أكثرُ من إنها قطعةَ قماش، وتذكري جَيدًا أيّتها المُمهِدة أنّ لولا سَواد السّماء لما بَرزتْ النّجوم فالظُلمةُ ليسَت سَيئةً في كُل مرة..
ما يَجعل العَباءَةُ أن تكونَ عَباءَة حَقًا هو محبّتُكِ لها وقَناعَتكِ التّامة بأنها مَلجأكِ وسَتحميْكِ من كلِّ أذَى وضَرر قدْ يَمسك، إن أحبَبْتِها بِصدق أستغْنيتِ عن كُل ما هو لافِتٌ للنظرِ وعن كل ما يُقلِلُ من قيمَتَها، فيجبُ ألا يَبقى مَفهوم العباءَة مفهومٌ ضاهري فَقط، فعندَ إرتدائَكِ للعباءَة يجبُ إعطائَها حَقّها، حقٌّ في الجوهرِ المتَرجَم بالسّلوكِ واللسان والنّظرات ثم المَظهرْ.
وأعرفي جيدًا..أنه لنْ تَجدَ صاحِـبَة العَباءَة نَفسها في وسَطِ الأنْظار الوَحشيّة بـَل لنْ يتجرّأ أحدٌ أنْ يَضعَها في سطـورٍ هابِطة، لكنها سَتجدُ الإشادةَ والمَديح على هذا النّوع من الحِجاب من قِبلِ علماءَ الدّين والمَـراجِع، من هذه المكانة العَظيمة والرِّفعَة العـالية خُذي مكانَة وقيْمَة عباءتكِ، ومَن حَاول النّيل منكِ تَذكري جَيدًا هي في عيونِ مَن سَاميـة ناهيكِ عن انتِسابِها للزهراء وزينب (عليهما السلام) فَهل سَيبقى في قلبُكِ حُزنٌ من اولـٰئِك المُعارضين؟
أيّتها الفِدائيـة من أجلِ الحَق ، عَباءتُكِ هي سلاحَكِ الذي تُحارِبيْن به كُل من حَاول أيْذاءَكِ، وتَمسّكَكِ بأطرافِ عَباءَةِ أمَّـكِ الزهراء سَيكونُ الطريقَ الأمْثل لِـنيلِ رِضا الله تعالى، فما زالَ الطريقُ أمامَكِ لتَضعي تاجَ الكرامَـةِ على رأسكِ، وتَحملي رايةَ الحِشْمة والحَياء على كَتفكِ، وإنْ كُنتِ تُفكرينَ في كيفيّة إفراح قَلـب صَاحِب زمانكِ، حِفاظُكِ على إرثِ جَدّتّه الزهراء هو الحَل الأمْثل، فاكسَبـي رِضاه ومحبّته لِتلتَحقي بقافِـلةِ أنْصارِه.
اترك تعليقا: