صيام وعادات الأطفال في رمضان..!
زينب فخري ||
يكتسب شهر رمضان المبارك قدسية خاصة لدى المسلمين، وهو الشهر الذي فضله الله تعالى على سائر الشهور ، إذ قال تعالى في كتابه العزيز: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [سورة البقرة/ الآية 185].
فهو شهر الخير والبركات. إذ جعل الله فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، كما قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر / الآيات 1-5].
وقال تعالى أيضا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان / الآية 3]. لذا جعل الله عز وجل صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً سبباً لمغفرة الذنوب، وكما دلت على ذلك الكثير من الأحاديث الشريفة.
وغالباً ما يكون شهر رمضان وصيامه مصدراً لسعادة الأطفال، وتستهويهم طقوسه وعاداته ابتداءً من السحور قبل الفجر ومروراً بقدوم (المسحرجي) أو (أبو طبيلة) في وقت السحور وانتهاءً بتجمع العائلة حول سفرة الطعام للفطور في وقت المغرب.
كما أنَّ الكثير من الأطفال يجدون متعة وسعادة بصوم شهر رمضان (حتى لو كان لنصف النهار) وبممارسة شعائره الدينية، وهنا يأتي دور الآباء في تعليم أبنائهم هذه الشعائر على نحو صحيح وتشجيعهم على مشاركتهم في الصيام والتقرب من الله فضلاً عن باقي الأعمال الصالحة والطيبة في هذا الشهر الفضيل كالزكاة وتلاوة القرآن ومساعدة الفقراء، والصلاة في المساجد أو التسوق لهذا الشهر الفضيل.
لكن قرار السماح بصيام الأطفال يعتمد بشكل أساسي على عدّة عوامل منها:
سن الطفل، حالته الصحية والنفسية، استشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكانية صيام الاطفال أم لا، إذ قد يؤثر على نموهم، أي وزنهم وطولهم.
وعند صيام الأطفال، يجب على الأهل الانتباه إليهم، فإن شعروا بالتعب أو لم يستطيعوا تحمل الصوم يجب قطع الصوم والإفطار فوراً. ومن المهم عدم التأخير في وجبة الإفطار التي يفضل أن تشمل التمر أو كأساً من العصير؛ مع أهمية وجود شوربة الخضار لتعويض السوائل المفقودة. وفي هذا الصدد ينصح بتحضير الشوربة من الخضار كما ينبغي أن تكون الخضروات حاضرة في مائدة الإفطار كيفما كانت طريقة تحضيرها، سواء مطبوخة أو طازجة كالسلطة، وينصح أن يحتوي الطبق الرئيسي على البروتينات (الموجودة في اللحوم بأنواعها المختلفة، السمك، والبيض)، وكذلك على النشويات كالأرز، البطاطس.
أما وجبة السحور التي لها أهمية كبيرة، خاصة لدى الأطفال؛ فينصح بتأخيرها قدر الإمكان لكي تكون قريبة من موعد بدء الصوم. وتكمن أهميتها في منح الطفل الطاقة اللازمة لمساعدته على تحمل الصوم. ويفضل أن تشمل وجبة السحور:
جميع العناصر الغذائية، وبشكل خاص عنصر الكالسيوم المتوفر في منتجات الحليب؛ والبروتينات المتوفرة في البيض، الحليب، والجبن.
مع توفير الكمية اللازمة من السوائل للطفل بعد ساعات الصيام لمنع الجفاف أو الإمساك أو الالتهابات البولية وغيرها.
أي يجب اتباع نظام غذائي متوازن يضمن تناول الطفل جميع العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لنموه.
وأخيراً، ينصح أن لا يقوم الطفل بمجهود شاق خلال ساعات الصوم مع الانتباه الدائم إلى حالته الصحية.
اترك تعليقا: