ذلك المُمثل وتلك الممثلة التي تُدخلُهما بيتك بإرادتِك عن طريق الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والبرامج التافهة وتُقدّمها لأبنائك لتتشكّل عقولهم واهتماماتهم ويرون العالم عن طريقهم، ويقتلون أوقاتهم (التي كان حقُّها أن تُحيا بالعلم والمهارة والعمل وتطوير النفس).
أولئك الممثلون يتقاضون ملايين الجنيهات على ما يُفسدون به أبناءك ثم يرجعون إلى قصورهم و(الكومباوند بتاعهم) ويبقى أبناؤك في الشارع والمدرسة يعيشون بنفس السفالة والبلطجة وقصص الفِسق والتفاهة والسخافة التي شاهدوها تلك الأشياء التي شوّهتِ الجيل وجعلته في أحسن أحوالِه تافِهًا ..تافِه المطالب .. هشًا ..ميتَ العزم، فضلا عمّا يروجون له من الكفر والفسوق والعصيان.
وهؤلاء كما قال الله عنهم: {وَیُرِیدُ ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَتِ أَن تَمِیلُوا۟ مَیۡلًا عَظِیمࣰا}، يريدون أن تميل عن أمر الله وطاعته لتكون مثلهم تعيش لهواك وشهواتِك، لا تطلب معالي الأمور ولا تسعى لها.
ولا يدخلُ الشيطان بيتًا بابُه مُغلق، بل أنت بنفسك وبإرادتك تفتح له وتُدخله! -فمن فتح تلك الأبواب على أبنائه كيف يستغرب سوء أخلاقهم أو سخافتهم أو تفاهتهم أو كيف يجحدون نعمة الله أو يفسقون أو يُلحدون ؟
- ومن طلب صلاحهم وهو ما يزال يُعيّشُهم على تلك المُفسدات التي تطمس الفطرة وتسير على معالم الإسلام بمِمحاة = فهو كمن يريد أن يسير بسفينةٍ في صحراء.
إذ كيف يجتمع البناءُ والهَدم ..فالإسلام والقرآن يبنيان وذلك الإعلام الفاسد يهدم ويطمس! -ومن بقِي زمنا وقد تعوّد أبناؤه على تلك الأمور فليكُن حكيما في منعها من منزله وليشرح لهم مفاسدها ويُعطيهم بدائل نافعة وليعترفْ بكل صراحة لهم أنه كان مُخطئًا وأنه يتوب منها دون لف أو دوران، ليعلموا ذلك بوضوح.
- وأهم من ذلك: أن يُعطيهم نفسه ووقتَه ويأنسُ بهم ويُخطط لهم ويُعينُهم.
- مهما تعوّد أولادُك عليها فإنك تستطيع بإذن الله ثم بالحكمة والتدرج والبدائل تستطيع أن تشغلهم عنها، وذلك يحتاج صبرًا بقدْر ما فرّطتَ وقصّرت.
وكانت الوقاية خيرا من العلاج ومع ذلك: فعلاجُ المرض خيرُ من البقاء عليه، ومواجهة الغلط أفضل من التطبيع معه.
فاستعن بالله فليس عليك واجبٌ في الدنيا أعظم من هذا الواجب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
ومن وفّر لأبنائه كل ما على الأرض من متاعها ثم غفل عن ذلك فهو واللهِ أعظم من ظلم نفسه وأهله، وهو أعظمُ الخاسرين {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
فانظرْ : ماذا قدّمت لهم يتقون به تلك النّار.
اترك تعليقا: