حَبابَة الوالِبيّة، عدها الامام الخوئي (قدس) من النساء الراويات للحديث عند أهل البيت، والتي عاشت في زمن الإمام علي عليه السلام، وبقيت حية حتى أدركت الإمام الرضا عليه السلام.
صدرت لها كرامات على يد الأئمة عليهم السلام، وهي من النساء الثلاث اللاتي اشتهرن بـ «صاحبة الحصاة»، حيث إنها سألت الإمام علي عليه السلام عن دلالة الإمامة، فطلب عليه السلام حصاة، وطبع فيها بخاتمه، ثم قال لها: «إذا ادّعى مدّع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنّه إمام مفترض الطاعة».
روي أن حبابة توفيت في زمن الإمام الرضا عليه السلام، فكفنها عليه السلام في قميصه.
هويتها الشخصية
حبابة بنت جعفر تنتمي إلى والبة من بني أسد؛ ولذلك اشتهرت بالوالبية الأسدية. كنيتها أم الندى، كما اشتهرت بصاحبة الحصاة بسبب معجزة الحصاة التي ذكرناها آنفاً، كما وقعت مثل هذه المعجزة لامرأتين أخريين هما أم غانم وأم أسلم، واشتهرن جميعا بصاحبات الحصى.
رواية الحديث
ذكرها الرجاليون ضمن من روى عن الإمام الحسن والحسين والسجاد والباقر عليهم السلام، وعدها البرقي ممن روى عن الإمام علي (ع)، وذكر روايتها الصدوق في من لا يحضره الفقيه.
حضورها عند الأئمة
بعد استشهاد أمير المؤمنين (ع) جاءت حبابة إلى الإمام الحسن (ع)، ثم بقية الأئمة حتى الإمام الرضا (ع)، وطبع كل منهم على الحصاة نفسها دلالة على إمامتهم. روي الصدوق والطبرسي هذه الرواية أيضا.
كرامات لها على يد الأئمة
وردت في المصادر الشيعية روايات عن حبابة الوالبية والكرامات التي صدرت في حقها، وذلك في الأبواب المرتبطة بإثبات الإمامة أو الكرامات التي صدرت عن أئمة الشيعة (ع)، منها: شفاؤها من البرص على يد الإمام الحسين (ع)، وعود الشباب إليها على يد الإمام السجاد (ع) وعمرها حينذاك 113 سنة، كما اسودّ شعرها الأبيض على يد الإمام الباقر (ع).
قال الكشي " عن محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عنبسة بن مصعب وعلي بن المغيرة، عن عمران بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي على امرأة من بني أسد، يقال لها حبابة الوالبية، فقال لها عباية: تدرين من هذا الشاب الذي هو معي؟ قالت: لا، قال: مه ابن أخيك ميثم، قالت اي والله، اي والله، ثم قالت: ألا أحدثكم بحديث سمعته من أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام، قلنا: بلى، قالت: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: نحن وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمدا صلى الله عليه وآله، وسائر الناس منها برآء.
عن صالح بن ميثم، قال: دخلت أنا وعباية الأسدي على حبابة الوالبية، فقال لها: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا، ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي عليهما السلام؟ فقلنا: بلى، قالت: دخلت عليه عليه السلام وسلمت، فرد السلام ورحب، ثم قال: ما أبطأك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟ قلت: ما أبطأني عنك إلا علة عرضت، قال:
وما هي؟ قالت: فكشفت خماري عن برص، قالت: فوضع يده على البرص ودعا، فلم يزل يدعو حتى رفع يده، وقد كشف الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة، إنه ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا ومن سواهم منها برآء ".
قالت حبابة " أتيت علي بن الحسين عليه السلام، وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت، وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا ساجدا ومشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة، فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي، قالت: فقلت: يا سيدي، كم مضى من الدنيا وكم بقي، فقال: أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا، قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها"
وفاتها
أدركت حبابة الإمام علي (ع) والأئمة من بعده حتى الإمام الرضا (ع)، وتوفيت تسعة أشهر بعد لقائها بالرضا (ع)، فكفنها الإمام الرضا في قميصه، وصلّى عليها. ذكر أنها عمّرت حوالي مئتين وثلاثين سنة.
اترك تعليقا: