قصيدة رثائية بمناسبة شهر محرم الحرام وذكرى واقعة الطف الأليمة في كربلاء
على نائباتِ الطفِّ أجزَعَنِي الدهرُ
فقد غالَ آلَ البيتِ والمرتضى الغدْرُ
لَقَتْلُ ضَنا الزهراءَ أجَّجَ أدمُعِي
ففاضَ بها خَدِّي وهاجَ لها الشِّعْرُ
هناك بِأرضِ الكربِ حُورِبَ عِترةٌ
تقدَّمَهُمْ سِبْطٌ هو الزُّهدُ والطُّهْرُ
وكانَ عظيمَ الشأنِ عندَ محمدٍ
فمنِّي حُسينٌ قولُ طهَ له فَخرُ
وقال: أنا مِنْ ذا الحسينِ عقيدَةً
فأعظِم بهْ قُرباناً يُخلِّدُهُ الدَّهْرُ
فيا مهجةَ القلبِ انزُفي وتفجَّعِي
على كبِدٍ يغلي وقُدّامُهُ النهرُ
حسينٌ بعاشوراءَ جاهدَ سُلطةً
أرادتْ مِنَ الاسلامِ ما لُبُّهُ قِشْرُ
وقد خاصمتْ آلَ النبيِّ ضغينةً
يُسيِّرُها وغَدٌ وجلّادُها "شِمْرُ"
ولكنَّ آلَ البيتِ سَنُّوا صلابةً
وكانَ أبو الأحرارِ نوراً لِمَنْ بَرُّوا
ألا إنّ أبنـاءَ الرَّسولِ مُحمدٍ
أنارُوا لنا دربَ الثَباتِ وهم بَـكْـرُ
فهُم ترجمانُ الوحيِ قُرآنِ ربِّنـا
وليس كما زيدٌ تـأوَّلَ أوعَـمـرُو
ألم تـرَ كيف السبطُ الشهيدُ بكربلا
قضى ظامِئاً والتَفْدِياتُ هي النَحْـرُ؟
وكانَ بِذا نهجَ الفداءِ بصائراً
تجودُ يساراً بل يَلينُ بها العُسْرُ
فآلُ رسولِ اللهِ طُـرّاً مَآثرٌ
قرابينُ إصلاحٍ وهمْ للهدى الفَجْرُ
بَنو فاطمٍ صانُوا الذِّمارَ أكارِمَاً
فقد ثبَّتوا الدينَ القويمَ وهم نَـذْرُ
وأنصارُهُم ركبٌ يَسيرُ بهَدْيِهِمْ
الى غايَةٍ يمضي بها العُسرُ واليُسرُ
فلا دولةٌ للظالمينَ وبطشِهِم
وثمَّةَ صِنديدٌ يلوذُ بهِ الصَّبْرُ
سلامٌ على مِيقاتِ أحمدَ نهضةً
تجلَّتْ بعاشوراءَ قائدُها البَدْرُ
فها هو ذا نهجُ الحسينِ مَسيرةٌ
على وهَجٍ عِبرَ الزمانِ لَهُ الذِّكْرُ
ومازالَ مِعطاءً يُقُودُ حُشُودَنا
ويَنصُرُهُ الرحمنُ خالِقُنا البَرُّ
ألا إنَّ عاشوراءَ نبراسُ اُمَّةٍ
بأكنافِها تسمو الأغاريدُ والفخْرُ
لها مِنْ فداءِ الطفِّ أعظمُ عِبرةٍ
تُعلِّمُها أنَّ الحسينَ هو النّصرُ
________
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي زادة
اترك تعليقا: