بقلم : د. نظمي خليل
لماذا وصف الله بيوت الذين لا يؤمنون بالله بانها مثل بيت العنكبوت؟ وهل من الممكن أن نقول أن للعنكبوت بيتاً؟ فهل هذا الخيط الواهي المعلق بشعيرات يتلاعب بها النسيم... أهو بيت؟!!
لقد وصف سبحانه الذين اتخذوا من دونه أولياء مثلهم كمثل العنكبوت التي تحسب نفسها قد بنت بيتاً وهو أوهن البيوت على الاطلاق. في البحث مقارنة سريعة بين بيت المسلم المتوكل على الله وبين العنكبوت.
- إنّ بيوت المسلمين بيوت تقوم على العلاقة المتينة، والمحبة والوئام.
- بيوت المسلمين بيوت قوية العلاقات، فهي بيوت أسست على كتاب الله عزّ وجلّ، وسنة رسوله (ص)، بيوت تسودها تقوى الله عزّ وجل ورضوانه، والاحتكام الدائم عند الخلاف إلى شرع الله عزّ وجلّ.
- بيوت المسلمين بيوت فيها الصغير مرحوم ومحاط بالرعاية والعناية والحب والعطف، والكبير فيه موقر محترم.
- بيوت المسلمين كل فرد فيها يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
- بيوت المسلمين بيوت لا تقوم العلاقات فيها على المصالح المادية فقط، فالعلاقات فيها علاقات قوية تسودها المودة والرحمة ولين الجانب والكلمة الطيبة.
- بيوت المسلمين للزوج فيها كل تقدير واحترام، سواء أكان غنياً أو فقيراً، صحيحاً أو مريضاً، شاباً أو شيخاً كبيراً، وهو باني البيت ومؤسسه وحاميه، والمسؤول عن وقاية زوجته وأبنائه من الهلاك في الدنيا والآخرة.
- بيوت المسلمين للأُم فيها مكانتها العالية التي لا تدانيها مكانة أخرى، والجنة تحت أقدامها. - بيوت المسلمين للزوجة فيه من الحقوق الزوجية مثل حقوق الزوج، واتقاء كل منهما الله في الآخر.
- بيوت المسلمين بيوت حمى الله سبحانه وتعالى فيها الآباء حتى من كلمات التأفف البسيط. (.. فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا) (الإسراء/ 23).
- بيوت المسلمين بيوت كرم وضيافة وجيرة حسنة.
- بيوت المسلمين يحافظ أهلها على الحيوان ويرفقون به.
- بيوت المسلمين بيوت لا ظلم فيها ولا استغلال ولا وشاية ولا تجسس.
- بيوت المسلمين بيوت متماسكة متعاونة.
- بيوت المسلمين بيوت لكل فرد فيه صغيراً كان أم كبيراً حقوقه الشرعية في الميراث كما أمر الله، دون ظلم أو إجحاف أو طمع أو تبديل أو قسمة على غير ما أراد الله مصداقاً لقوله تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا) (النساء/ 7).
- أما بيت العنكبوت:
(.. وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ...) (العنكبوت/ 41)، فهو أضعف بيت، بيت غابت منه المودة والرحمة: فالأنثى تأكل الذكر عقب التلقيح والسفاد، والأبناء يأكلون أُمّهم بعد اشتداد عودهم، ويهرب الذكر خوفاً على حياته.
- بيت العنكبوت: بيت يقوم على المصالح والمنافع المادية الدنيوية المؤقتة، فإذا انتفت المصالح، وانتهى كل شيء فالأنثى تغازل الذكر وتغريه وترحب به، وتتزين له عندما تحتاج إلى سفاده فقط، وتحاول القضاء عليه بعد ذلك، فيهرب الذكر حفاظاً على حياته من افتراس الأنثى وفكوكها القاتلة والسامة، وهذا مثال للمرأة التي تتزوج الرجل من أجل المال والبيت، فإذا تمكنت منه، واستولت على أوراقه، وأشبعت رغباتها طردت الرجل من البيت وأرهقته في المحاكم، وإذا مرض الرجل أو ضعف فلا مكان له على سريرها وبين أحضانها، إنّها الأرملة السوداء (نوع من إناث العناكب) في عالم العناكب العجيب.
- بيت العنكبوت: بيت يظل الصغار فيه هادئين، مطيعين في كنف الكبار، حتى إذا اشتد عودهم وقويت فكوكهم عقوا الكبار وعقروهم وأكلوهم، وحيث أنّ الأب هارب من ظلم الأُم، فهم يأكلون أُمّهم، وهذا مثال للبيت الذي يطرد منه الابن أُمّه وأباه، وقد يقتلهما لإفساح المكان لزوجته وأولاده.
- بيت العنكبوت: بيت فيه الحيوان غير مرحوم أو مرفق به، فإذا ساقه قدره إلى بيت العنكبوت، افترسته العناكب وقضت عليه.
- بيت العنكبوت: بالنسبة للذكر السفاد (التلقيح) والمعاشرة الجنسية، والأكل، والراحة، فإذا احتاج إلى ذلك دخل البيت، ومارس دور الذكر، ثمّ يفر هارباً خائفاً مذعوراً، وهكذا البعض من الرجال البيت عندهم للنوم والمعاشرة الجنسية والأكل ولقضاء الحاجات المادية، فإذا انتهت الحاجات هجر البيت إلى مجالس الرفاق والأصحاب ولا يعود إلى البيت إلا عند الحاجة.
- بيت العنكبوت: بيت القوامة فيه للأنثى (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) (العنكبوت/ 41)، فهي التي تبنيه وتسمح للذكر بالدخول فيه، وتفضل الحياة فيه بعيداً عن قيد الذكر. وإذا أراد البقاء فيه فهو مهدد ذليل، وهذا مثال البيت الذي لا قوامة للرجل عليه، والكلمة الأولى والأخيرة للأرملة السوداء التي تأمر وتنهي في البيت، فاختر لنفسك أخي المؤمن إما بيتاً قوياً، الكل فيه محترم ومرحوم وآمن، واختاري لنفسك أختي المؤمنة نفس البيت، أو اختر لنفسك أخي المسلم بيتاً كبيت العنكبوت.
- (لَوْ كانُوا يعلَمُونَ): أهمية المودة والرحمة والحب والأمن والأمان والصدق والاخلاص والتفاني والتعاون على البر والتقوى وتقوية البيت.
- (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ): خطورة ضياع العلاقات الاجتماعية الحسنة والمودة والرحمة بين الرجل والمرأة والأولاد والأرحام والجيران.
- (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ): هذا العلم يحتاج إلى علم ودراسة وتفقه وإخلاص واستعانة بالصبر والصلاة.
- (لَوْ كَانُوا يَعلَمْونَ): أهمية أن تكون القوامة في بيت المسلم للرجل، لو كان الرجل يعلم المعنى الحقيقي للقوامة، وهي قوامة تكليف بالحماية والرعاية والمعاشرة الطيبة للزوجة والأولاد والأرحام والانفاق، ولو كانت المرأة تعلم أن في هذه القوامة حقوقها الاجتماعية، والنفسية، والأمنية، والبدنية، والثقافية، الكاملة والحقيقية، والمميزة للمجتمع المسلم، والذي افتقدتها المرأة غير المسلمة (الغربية بالذات) فشقيت ليل نهار، وطردت من البيت عند بلوغها سن البلوغ، ولم تجد من يرحمها ويقوم على رعايتها وهي عجوز.
- (لَوْ كَانُوا يَعلَمُونَ): أن هدم النظام الأسري الإسلامي سيحول بيت المسلم إلى بيت العنكبوت، الأب يطرد الابن، والابن يقتل الأُم والأب، والبنت تُخرج من البيت، والزوجة تتربص بالزوج، والزوج يستغل الزوجة.
- (لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ): أنّ الحرِّية الحقيقية للمرأة في الإسلام، حيث الحقوق المادية، والنفسية، والبدنية، والعلمية الكاملة والحقيقية.
- (لَوْ كانُوا يَعلَمُونَ): أن ما يرفع في الساحة الإسلامية من شعارات وعادات تحرض المرأة على الرجل، وتحرض الرجل على المرأة ليست من الإسلام في شيء. وحتى تعلمي أختي المؤمنة ذلك عليك بالعلم.
اترك تعليقا: